منذ بضع سنوات مضت بدأ عالمنا المعاصر يتجه الى منحنيات جديدة ضربت الانسان في صميم مركزيته وهو توازنه الشخصي والنفسي،وذات يوم ونحن لا نزال في غفوتنا في سكون حياتنا الروتينية التي اعتاد معظم الناس التعايش معها بكل آلفة وهدوء دون منغصات قوية تغير برامج الحياة العاديةطرق هذا الهدوء ازمات جديدة لم تكن مألوفة، هذه الازمات الشديدة التاثير والفاعلية ضربت بعض اعضاء الجسد دون ان تكون هناك اسباب عضوية لها او مسببات تسممية او صدمات مادية،بدا الجميع شاكاً لكن فضول الباحثين والاطباء وعلماء النفس سبروا اغوار هذه الظواهر الجديدة بما حملت معها من نتائج غير متوقعة حيث وجدوا ان تأثير القلق كبيراً على اعضاء الجسم وان استجابة البعض من الناس تختلف عن المعتاد بطريقة غريبة حتى ان انواعاً مختلفة من الاستجابات بدأت تبرز بسبب الضغوط النفسية الحياتية ووجدوا ايضا ان تكيف الانسان يهتز تماماً ازاء الصدمات او الضغوط النفسية ورصدوا ان هذه الاعراض تؤدي الى:
- رد فعل للاخطار المفاجئة،وعندها تقف اعضاء الجسم وبكل طاقته المتاحة لمواجهة هذه الضغوط والحالة الطارئة ومقاومتها،واذا استمر التوتر والموقف الضاغط ولم يحسم فأنه سيتحول الى الجسم وهي المرحلة التالية وهي
- المقاومة،حيث يقاوم ويستمر الكائن البشري في المواجهة وحينها يكون جسده في حالة تيقظ تام وهو ثمن يدفعه اي منا عندما يواجه المواقف الضاغطة ويلاحظ ازاء ذلك ان اجهزة الجسم بدأ اداؤها يقل حتى يصل الى الاعياء والضعف واستمرار المقاومة،ثم ينتقل بعد ذلك الى
- الاعياء ..حينها لا يتمكن الجسم من الاستمرار في المقاومة الى ما لا نهاية حتى تظهر عليه علامات الانهاك النفسي والاعياء التدريجي وتقل قدرته على التركيز وتتشتت لديه الافكار ويصبح كثير النسيان ويبدو عدم الترابط بين الافكار واضحا حتى يكون البطء في جميع انشطة الجسم والاستجابات ثقيلة وربما يتوقف بعضها مع الضغوط وهنا تقوده هذه الظروف النفسية الضاغطة والازمات الشديدة الى عدة امراض منها الاكتئاب او التدهور المرضي الذهاني او الاضطرابات النفسجسمية والتي قد تؤدي في اغلب الاحيان الى الموت.
يبدو واضحاً ان الضغوط النفسية حينما تشتد تؤثر في سيكولوجية الفرد وتعامله تأثيراً مباشراً وفعالاً هذا التأثير يؤدي الى اضطراب في علاقة الفرد مع اجهزته الداخلية اولا ثم بيئته ثانياً ولسنا في حاجة لمعرفة مدى هذا الاضطراب الداخلي لدى الشخص الذي يتعرض للضغط النفسي ولكننا نلمح الى سلوك التبلد الحسي الواضح الذي يبدو انه في معزل عن الوضع الذي يفقده قدرته على الاحساس بالالم واللذة في البيئة المحيطة به حتى يبدو انه في معزل عن الوضع العام .ويقول د.احمد عكاشة ان الضغوط النفسية Stress هي تفاعل الضغط مع الفرد لظهور الامراض النفسية،فالضغط هو تحدي عوامل غير سارة لطاقة التأقلم والتكيف للفرد،وتعتمد كمية الشدة او الضغوط اللازمة لنشاة الامراض النفسية على تكوين واستعداد الفرد الوراثي.
ان قوة تأثير المواقف الحياتية الضاغطة كبيرة جدا الى الحد الذي لا يمكن للفرد ان يتحمله حتى ترغمه تلك الضغوط النفسية على التخلي عن الطرق السوية في التفكير فيلجأ لشدة الموقف الى تبرير الفعل الضاغط ويصل به الامر احيانا الى ان يعتقد بأن ما يعانيه انما هو امر منزل من السماء وان الله يحاول اختباره وامتحان صبره،والبعض من الناس يختل توازنه حتى تبدو عليه علامات الهلوسة اي يتحدث مع نفسه وهو يمشي في الشارع ولايدري كيف تظهر هذه الافكار وتكون بصوت مسموع لشدة قوة تأثيرها،انه يجد المبررات المنطقية لافعال او افكار ليست لها مبررات مقبولة،وانما حدثت بدافع احتياجات نفسية قوية او مواقف نفسية ضاغطة لم يعد يتحملها ويقول اطباء النفس ان الهلاوس لايمكن منعها لدى الفرد الذي يتعرض لضغوط نفسية عالية او صدمة مفاجئة،ويقولون ايضا يبلغ ضغط الدم اقصاه عند بعض الافراد ويؤدي القلق الناشئ عن ذلك الى تغيرات بيوكيميائية تسهم في احداث مشكلات في القلب فتؤدي الى الوفاة المباشر وهناك عدد معين من الوفيات المفاجئة تحدث عقب وفاة احد الزوجين او احد الاقرباء المقربين او عقب مواجهة خطر معين لا يستطيع الفرد رده او ردعه او عند هزة نفسية بسبب خسارة مالية مفاجئة او الفشل في مواجهة موقف ضاغط.
تقول ليندا دافيدوف تؤدي الضغوط الاجتماعية المشجعة للعدوان الى زيادة الاعمال العدوانية سواء في الحياة الواقعية او في مواجهة الضغوط نفسها حتى يتحول الفرد لشدة مشاهداته الواقعية ومعايشته لضغوط الحياة الى ان يتحمل ثم يتحول الى عنصر عدواني ويكون محترف في المواجهة بسبب القسوة التي واجهها وتحملها والمشقة التي عاناها واكسبته الكثير من الخبرة العنيفة حتى استسهل على نفسه وعلى الاخرين الموت.
ان العوامل المساعدة على تأصيل الضغوط النفسية وتعرض البعض لها كاستهدافهم في حياتهم نابع من:
- درجة الحدة والقوة لتلك الضغوط النفسية مثل الصدمات وتكرارها منذ الطفولة حتى البلوغ او فقدان احد الوالدين او الاعزاء او الخسارة الفادحة المفاجئة او المطاردة السياسية المستمرة من سلطات القمع الدكتاتوري ضد البعض من السياسيين
- طول المدة تخلق الضغوط النفسية حتى تتراكم الخبرات المؤلمة على مدى الايام مع قمع كل الطموحات الشخصية حتى يصبح الشخص عاجزا عن الايفاء بما وضع لنفسه من خطط مستقبليه،واعتقد جازما ان الحياة لم تمنحه الفرصة لارضاء قدراته وانعكس ذلك في فشل بنواحي الحياة ومنها العمل والتحصيل العلمي والحياة الزوجية.
- عوامل داخلية بسبب مؤثرات داخلية لدى الفرد تسبب الصراع الدائم مع من حوله مما ادى الى اضطرب علاقته بالبيئة المحيطة به
- عوامل جسمية بسبب الانهاك النفسي والانهيار تحت وطأة وشدة الضغوط حتى لو كانت بسيطة ،اي بمعنى ادق انهيار المقاومة النفسية التي تعرضه للامراض المختلفة.
ان حياتنا المعاصرة بكل ما احتوت من جوانب التحضر والتطور والتكنولوجيا والتحول الاقتصادي المميز فأنها جلبت معها جوانب سلبية ادت الى سوء التوافق ثم الى التدهور المرضي النفسي لذلك يجب ان ندرك جميعا اننا نقف على متصل احد طرفيه حالة التوافق والطرف الآخر سوء التوافق ولكن لسنا ببعيدين عن حفزات الضغوط النفسية التي تؤدي الى تدهور هذا التوافق امام اي موقف حياتي مفاجئ يغفله الانسان في مسيرة حياته الحالية.
- رد فعل للاخطار المفاجئة،وعندها تقف اعضاء الجسم وبكل طاقته المتاحة لمواجهة هذه الضغوط والحالة الطارئة ومقاومتها،واذا استمر التوتر والموقف الضاغط ولم يحسم فأنه سيتحول الى الجسم وهي المرحلة التالية وهي
- المقاومة،حيث يقاوم ويستمر الكائن البشري في المواجهة وحينها يكون جسده في حالة تيقظ تام وهو ثمن يدفعه اي منا عندما يواجه المواقف الضاغطة ويلاحظ ازاء ذلك ان اجهزة الجسم بدأ اداؤها يقل حتى يصل الى الاعياء والضعف واستمرار المقاومة،ثم ينتقل بعد ذلك الى
- الاعياء ..حينها لا يتمكن الجسم من الاستمرار في المقاومة الى ما لا نهاية حتى تظهر عليه علامات الانهاك النفسي والاعياء التدريجي وتقل قدرته على التركيز وتتشتت لديه الافكار ويصبح كثير النسيان ويبدو عدم الترابط بين الافكار واضحا حتى يكون البطء في جميع انشطة الجسم والاستجابات ثقيلة وربما يتوقف بعضها مع الضغوط وهنا تقوده هذه الظروف النفسية الضاغطة والازمات الشديدة الى عدة امراض منها الاكتئاب او التدهور المرضي الذهاني او الاضطرابات النفسجسمية والتي قد تؤدي في اغلب الاحيان الى الموت.
يبدو واضحاً ان الضغوط النفسية حينما تشتد تؤثر في سيكولوجية الفرد وتعامله تأثيراً مباشراً وفعالاً هذا التأثير يؤدي الى اضطراب في علاقة الفرد مع اجهزته الداخلية اولا ثم بيئته ثانياً ولسنا في حاجة لمعرفة مدى هذا الاضطراب الداخلي لدى الشخص الذي يتعرض للضغط النفسي ولكننا نلمح الى سلوك التبلد الحسي الواضح الذي يبدو انه في معزل عن الوضع الذي يفقده قدرته على الاحساس بالالم واللذة في البيئة المحيطة به حتى يبدو انه في معزل عن الوضع العام .ويقول د.احمد عكاشة ان الضغوط النفسية Stress هي تفاعل الضغط مع الفرد لظهور الامراض النفسية،فالضغط هو تحدي عوامل غير سارة لطاقة التأقلم والتكيف للفرد،وتعتمد كمية الشدة او الضغوط اللازمة لنشاة الامراض النفسية على تكوين واستعداد الفرد الوراثي.
ان قوة تأثير المواقف الحياتية الضاغطة كبيرة جدا الى الحد الذي لا يمكن للفرد ان يتحمله حتى ترغمه تلك الضغوط النفسية على التخلي عن الطرق السوية في التفكير فيلجأ لشدة الموقف الى تبرير الفعل الضاغط ويصل به الامر احيانا الى ان يعتقد بأن ما يعانيه انما هو امر منزل من السماء وان الله يحاول اختباره وامتحان صبره،والبعض من الناس يختل توازنه حتى تبدو عليه علامات الهلوسة اي يتحدث مع نفسه وهو يمشي في الشارع ولايدري كيف تظهر هذه الافكار وتكون بصوت مسموع لشدة قوة تأثيرها،انه يجد المبررات المنطقية لافعال او افكار ليست لها مبررات مقبولة،وانما حدثت بدافع احتياجات نفسية قوية او مواقف نفسية ضاغطة لم يعد يتحملها ويقول اطباء النفس ان الهلاوس لايمكن منعها لدى الفرد الذي يتعرض لضغوط نفسية عالية او صدمة مفاجئة،ويقولون ايضا يبلغ ضغط الدم اقصاه عند بعض الافراد ويؤدي القلق الناشئ عن ذلك الى تغيرات بيوكيميائية تسهم في احداث مشكلات في القلب فتؤدي الى الوفاة المباشر وهناك عدد معين من الوفيات المفاجئة تحدث عقب وفاة احد الزوجين او احد الاقرباء المقربين او عقب مواجهة خطر معين لا يستطيع الفرد رده او ردعه او عند هزة نفسية بسبب خسارة مالية مفاجئة او الفشل في مواجهة موقف ضاغط.
تقول ليندا دافيدوف تؤدي الضغوط الاجتماعية المشجعة للعدوان الى زيادة الاعمال العدوانية سواء في الحياة الواقعية او في مواجهة الضغوط نفسها حتى يتحول الفرد لشدة مشاهداته الواقعية ومعايشته لضغوط الحياة الى ان يتحمل ثم يتحول الى عنصر عدواني ويكون محترف في المواجهة بسبب القسوة التي واجهها وتحملها والمشقة التي عاناها واكسبته الكثير من الخبرة العنيفة حتى استسهل على نفسه وعلى الاخرين الموت.
ان العوامل المساعدة على تأصيل الضغوط النفسية وتعرض البعض لها كاستهدافهم في حياتهم نابع من:
- درجة الحدة والقوة لتلك الضغوط النفسية مثل الصدمات وتكرارها منذ الطفولة حتى البلوغ او فقدان احد الوالدين او الاعزاء او الخسارة الفادحة المفاجئة او المطاردة السياسية المستمرة من سلطات القمع الدكتاتوري ضد البعض من السياسيين
- طول المدة تخلق الضغوط النفسية حتى تتراكم الخبرات المؤلمة على مدى الايام مع قمع كل الطموحات الشخصية حتى يصبح الشخص عاجزا عن الايفاء بما وضع لنفسه من خطط مستقبليه،واعتقد جازما ان الحياة لم تمنحه الفرصة لارضاء قدراته وانعكس ذلك في فشل بنواحي الحياة ومنها العمل والتحصيل العلمي والحياة الزوجية.
- عوامل داخلية بسبب مؤثرات داخلية لدى الفرد تسبب الصراع الدائم مع من حوله مما ادى الى اضطرب علاقته بالبيئة المحيطة به
- عوامل جسمية بسبب الانهاك النفسي والانهيار تحت وطأة وشدة الضغوط حتى لو كانت بسيطة ،اي بمعنى ادق انهيار المقاومة النفسية التي تعرضه للامراض المختلفة.
ان حياتنا المعاصرة بكل ما احتوت من جوانب التحضر والتطور والتكنولوجيا والتحول الاقتصادي المميز فأنها جلبت معها جوانب سلبية ادت الى سوء التوافق ثم الى التدهور المرضي النفسي لذلك يجب ان ندرك جميعا اننا نقف على متصل احد طرفيه حالة التوافق والطرف الآخر سوء التوافق ولكن لسنا ببعيدين عن حفزات الضغوط النفسية التي تؤدي الى تدهور هذا التوافق امام اي موقف حياتي مفاجئ يغفله الانسان في مسيرة حياته الحالية.