نعم احتاج قربك مني
ويداك الدافئتان تحتاجهما يداي
عند فقدي لك
انزلق في متاهات من فراغ
وأًنصت السمع
فلا اسمع صوتك يناديني : سيدتي ..!
عندها تلفني الوحشة
أنطلق في الصمت الأبدي
وتحيطني أعاصير من ضباب
أهتف باحثة عن الأحبة
وذاك الصوت يتردد في مسمعي
أغوص في رحم التاريخ
باحثة عن موقع قدم لي
لأُفاجأ بأنني كيلوباترا
ملكة مصر الفرعونية .!!
واجد تلك الأفعى تزحف في مخدعي
أصرخ باحثة عن سرداب
ينقلني إلى عصر آخر
من تلك العصور الحجرية
ها أنا ذا على عرش سبأ
إنني بلقيس اليمنية .!!
تتنقل على بلاط من زجاج
تجري من تحتها انهار من مياه زرقاء
ملئ بالأسماك الملونة
والأعشاب المرجانية
نعم إنني هي
بلقيس وروعة قصور سبأ
وعرشها الموشح بالزمرد
ولكن التاريخ يقذفني بعيدا
عابرة تلك القارات
ومتنقلة من ديار إلى أخرى
حتى أصل إلى مدينة إنجليزية
فإذا بي
فيكتوريا ملكة إنجلترا.!!
أركب عربة ملكية تجرها خيول أصيلة
تهتف الجماهير محيية لها
أسير بخطوات ثابتة
ملتزمة برتوكولات ملكية
ومن خلال شعاع بنفسجي
تنقلني ذرات الرياح
فإذا بي
أميرة هندية
تتحلى بساري من حرير
مرصع بخيوط من ذهب
تغني الجواري من حولي
أتجول على مركبة
تجرها الفيلة وحولي حشود
من مهراجات بلاد الهند الغنية
وبحركة مني عصبية
أعود إلى دياري العربية
رافضة كل عروش الكون
شرقية كانت أم غربية
لا هذا ولا ذاك أريد
بل عرش قلبك ما اطمح إليه
فلن أرضي عن قلبك بديلا
لن تغريني تلك القصور
ولا ثياب من حرير
ولا جواري وحور
قلبك
أحاسيسك الفياضة الدافئة
هي التي تحملني بعيداً
محلقة بي فوق النجوم
وهذا ما أريد ... احتاجك