يحكى أن أسدا من أسود الغاب .. حارب الأسود والنمور طويلا .. وأرغمها على ملازمة أوكارها لأكثر من ثلاثين عاما .. كان قويا وشجاعا لا يكف عن مطاردة الكلاب والضباع والثعالب الماكرة .. صمد في ساحات النزال .. وصبر في مواطن البأس والوغى .. إلى أن بلغ من العمر عتيا ووهن العظم منه واشتعل رأسه شيبا .
ذات يوم سقط هذا الأسد العجوز في ساحة الوغى جريحا مضرجا بالدماء .. تغلبت عليه الأسود الغازية بعد صراع طويل .. اُثقل جسده المتعب بالجراح ونالت منه الحراب والسهام .. وانهالت عليه السيوف من كل جانب .. حاول الوقوف لمرات ومرات لمعاودة النزال .. غير أن قواه لم تسعفه لذلك .. أقعى في مكانة برهة من الوقت .. ثم ما لبث أن سقط على الأرض مغشيا عليه من شدة الوهن .
عرفت الضباع والثعالب التي تضمر له الشر .. أنه الآن أضعف من أن يقاتل .. واطمأنت القرود إلى ضعفه وهزاله .. فتقافزت من حوله فرحا وتيها .. تنادت حيوانات الغابة وجاءت إليه من كل حدب وصوب .. وشدت وثاقه جيدا .. ثم جرجرت جسده المنهك إلى وكرها المشبوه .. وأودعته قفصا شديد الإحكام .
وهناك شكلت له محكمة على عجل .. رئيسها الحمار وشهودها الثعالب ومحلفوها من القرود والضباع .. ومدعوها كلاب .. ووقف الأسد الجريح في قفص الاتهام .. يستمع إلى التهمة التي أدين بها .
نهق الحمار .. وولولت القرود .. وعوت الثعالب .. ودافع الأسد عن نفسه بكل شجاعة .. رغم ذاك الضعف والهزال الذي كان يعانيه .
قال لهم .. نعم لقد نازلتكم لأكثر من ثلاثين عاما .. ولو أمد الله في عمري وشفيت من جراحي وخرجت من ها هنا لنازلتكم مجددا .
خاف الحمار وارتعدت فرائصه .. واصطكت أسنان الثعالب .. وأصاب القرود ما أصابها من الذعر والهلع . . فأوحت إلى هيئة المحكمة بالموافقة على إعدامه شنقا .. فوافق الحمار في الحال ونطق بالحكم .
وبرباطة جأش وشجاعة نادرة .. تقدم الأسد بخطوات ثابتة وواثقة .. من منصة الإعدام .. تقدم مرفوع الرأس .. لم يكن يخشى الموت كما كانوا يظنون .. كان أشد فرحا بالموت على منصة الإعدام من شانقيه .. كان يدرك بعدما نالت الأيام منه والسنون .. أنه أصبح إلى الموت أقرب منه إلى الحياة .. لذا فقد كان يفضل ملاقاة الموت في منتصف الطريق .. على الموت في وكر الثعالب ميتة البعير .
ارتقى درجات منصة الإعدام برباطة جأش منقطعة النظير .. ومشى إلى الموت غير هياب أو مبال .. سلط نظراته الحادة على وجوه الضباع والثعالب والقرود التي تحولقت حوله تراقب مشهد الإعدام .. سبهم ولعنهم واحدا واحدا .. كان فرحا بالموت وبالخلاص من قبضتهم .. وما أسرع ما أسلم الروح لله وغادر وكرهم المشبوه إليه .
ومرت بعد ذلك قرون وقرون .. وتوالت الأجيال التي تروي قصته .. وتزور قبره لتؤدي له التحية.. وتقرأ بإعجاب شديد ما نقشه الأجداد على قبره :
" هنا يرقد الأسد الذي مات واقفا
ذات يوم سقط هذا الأسد العجوز في ساحة الوغى جريحا مضرجا بالدماء .. تغلبت عليه الأسود الغازية بعد صراع طويل .. اُثقل جسده المتعب بالجراح ونالت منه الحراب والسهام .. وانهالت عليه السيوف من كل جانب .. حاول الوقوف لمرات ومرات لمعاودة النزال .. غير أن قواه لم تسعفه لذلك .. أقعى في مكانة برهة من الوقت .. ثم ما لبث أن سقط على الأرض مغشيا عليه من شدة الوهن .
عرفت الضباع والثعالب التي تضمر له الشر .. أنه الآن أضعف من أن يقاتل .. واطمأنت القرود إلى ضعفه وهزاله .. فتقافزت من حوله فرحا وتيها .. تنادت حيوانات الغابة وجاءت إليه من كل حدب وصوب .. وشدت وثاقه جيدا .. ثم جرجرت جسده المنهك إلى وكرها المشبوه .. وأودعته قفصا شديد الإحكام .
وهناك شكلت له محكمة على عجل .. رئيسها الحمار وشهودها الثعالب ومحلفوها من القرود والضباع .. ومدعوها كلاب .. ووقف الأسد الجريح في قفص الاتهام .. يستمع إلى التهمة التي أدين بها .
نهق الحمار .. وولولت القرود .. وعوت الثعالب .. ودافع الأسد عن نفسه بكل شجاعة .. رغم ذاك الضعف والهزال الذي كان يعانيه .
قال لهم .. نعم لقد نازلتكم لأكثر من ثلاثين عاما .. ولو أمد الله في عمري وشفيت من جراحي وخرجت من ها هنا لنازلتكم مجددا .
خاف الحمار وارتعدت فرائصه .. واصطكت أسنان الثعالب .. وأصاب القرود ما أصابها من الذعر والهلع . . فأوحت إلى هيئة المحكمة بالموافقة على إعدامه شنقا .. فوافق الحمار في الحال ونطق بالحكم .
وبرباطة جأش وشجاعة نادرة .. تقدم الأسد بخطوات ثابتة وواثقة .. من منصة الإعدام .. تقدم مرفوع الرأس .. لم يكن يخشى الموت كما كانوا يظنون .. كان أشد فرحا بالموت على منصة الإعدام من شانقيه .. كان يدرك بعدما نالت الأيام منه والسنون .. أنه أصبح إلى الموت أقرب منه إلى الحياة .. لذا فقد كان يفضل ملاقاة الموت في منتصف الطريق .. على الموت في وكر الثعالب ميتة البعير .
ارتقى درجات منصة الإعدام برباطة جأش منقطعة النظير .. ومشى إلى الموت غير هياب أو مبال .. سلط نظراته الحادة على وجوه الضباع والثعالب والقرود التي تحولقت حوله تراقب مشهد الإعدام .. سبهم ولعنهم واحدا واحدا .. كان فرحا بالموت وبالخلاص من قبضتهم .. وما أسرع ما أسلم الروح لله وغادر وكرهم المشبوه إليه .
ومرت بعد ذلك قرون وقرون .. وتوالت الأجيال التي تروي قصته .. وتزور قبره لتؤدي له التحية.. وتقرأ بإعجاب شديد ما نقشه الأجداد على قبره :
" هنا يرقد الأسد الذي مات واقفا