بعد أن حقق نجاحاً كبيراً بالبوم "كل القصائد" بات مروان خوري يحتل مكانة
مهمة كمغن بجانب كونه واحداً من أهم الملحنين في العالم العربي، بنى
قصوراً من الشوق بينه وبين جمهوره الذي كان ينتظر عودته بعمل جديد، فقدم
لهم باقة من الأغنيات الرومانسية الشاعرية الحساسة، كان عنوانها "أنا
والليل".
عن عمله الجديد، مشاكله مع شركة روتانا، مشاريعه مع السيدة ماجدة الرومي
وغيرها من نجوم الغناء، علاقته بالتمثيل، وإمكانية تقديمه لعمل تمثيلي
إستعراضي مع كارول سماحة، تشبهه بعبد الحيم حافظ، طموحاته وأحلامه وغيرها
من الأمور كان هذا اللقاء.
تشتهر برومانسية أغنياتك لحنأً وكلمة وإداءا ً
وواضح بأنك في البومك هذا تكمل في نفس الخط، وأبتعدت عن اللون البدوي الذي
بدأت به إجمالاً، الا تخشى من المقارنة بينك وبين كاظم الساهر وفضل شاكر
بالأسلوب، فأنت تقترب من كاظم في غناء القصيدة ومن فضل في الأداء الحساس؟
لم أشعر بهذه المقارنة لحد الآن، ولو سمعتها مرة واحدة كنت تنبهت لذلك،
وأعدت حساباتي، فعندما بدأت بهذا الجو الخاص بي بأغنية "كل القصائد" صنعت
خطاً خاصاً بي. كاظم له لونه وجمهوره، وطريقته في التعبير، فضل صحيح أنه
يغني الأغنية العاطفية ولكن له أسلوبه الخاص، انا لا أرى تشابهاً أبداً.
لا يمكنك تعميم الرومانسية كصبغة عامة على الجميع، الرومانسية هي حالة ،
والأهم منها أن يتميز الفنانون بالموسيقى التي يقدمونها، أي نوعية الكلمة،
والجملة اللحنية التي يغنونها، وأعتقد كلمتي وجملتي اللحنية لا تتشابه لا
مع كاظم ولا مع فضل، وإن كان القاسم المشترك بيننا العاطفة والرومانسية.
الي أي مدى ينجح الفنان (الملحن المغني) في تجنب تكرار ذاته في أعماله؟
يحتاج لأن يبذل جهداً كبيراً لتفادي هذا الموضوع... لتقييم الذات، وتفادي
التكرار، والموهبة لها دور كذلك، فإذا كانت الموهبة صغيرة ربما لا تتيح
للفنان ان يصل الى التنويع المطلوب، والموهبة بحد ذاتها تمنح الفنان
الإمكانيات للتجديد والتغيير، وهذه مسألة مهمة خصوصا إذا كان يكتب ويلحن
لنفسه.
مروان، وكلود، وداني خوري 3 أشقاء و3 أسماء تتكرر
في هذا الألبوم، الحصة الأكبر في توزيع الألبوم كانت لداني، وعلمنا بأن
الكليب المقبل مع كلود صحيح؟
نعم...
ما هي أسباب تكرار التعاون بين هذه الأسماء؟ قلة ثقة في الاخرين، أم تسير حسب المثل القائل "زيتنا في دقيقنا" ؟
أبداً، السبب بكل بساطة أنهم أشخاص يمتلكون الموهبة ويقدمون لي ما أرغب
به، كلود درس الإخراج وقدمنا معاً أكثر من عمل ناجح، داني أخي الأصغر،
وأكتشفت بأن لديه موهبة في الموسيقى وأحببت أن أستغلها في تنفيذ أغنياتي.
لا أقصد أحداً إن لم أستفد أنا بالدرجة الأولى، ويفيد موسيقاي.
الم تفكر بالتنويع وأنت تنفذ البومك؟
تعاملت في البوماتي السابقة وبعض أغنيات هذا الألبوم مع أغلب الموزعين
اللبنانيين، وكوني أتعاون في تنفيذ أغنيات البوم ما مع إسم واحد تقريباً
لا تحصل للمرة الأولى ، وغالباً يكون وراءه هدف فني.
الا تخشى ان تقع اسير النمط ذاته في التوزيع فقدت
جرت العادة ان يجنح الفنان للتنويع في الاسماء التي يتعامل معها في تنفيذ
موسيقاه ليأخذ نتيجة مختلفة من كل شخص؟
هذه الفكرة ليست صحيحة، فأنت بحاجة للعمل مع موزع لديك ثقة به، ومع الموزع
يمكنك التنويع بألوان مختلفة، سبق وكانت لي تجربة مماثلة مع الموزع بلال
الزين في كل القصائد، الذي يعتبر من أنجح الأعمال، وواجهت لوماً في حينها
من الكثيرين لتعاملي مع شخص واحد، ولكن النتيجة كانت مرضية بالنسبة لي.
وفي هذا العمل راهنت مع الموزع بأننا سنقدم الوان مختلفة، وبرأيي التعامل
مع أسماء عديدة لا علاقة له بالتنويع بقدر رغبة الملحن والموزع والشاعر في
تقديم أنماط مختلفة دون تكرار للذات.
تم الحديث في بعض وسائل الإعلام عن خلاف بينك وبين روتانا حول صور الألبوم وتأخر الألبوم تبعاً لذلك؟
لم يكن هناك خلاف حول صور الألبوم، كان هناك تأخير بسبب بعض التفاصيل
الإدارية والتنظيمية، والتأخير نتقاسمه أنا والشركة لأنني تأخرت في
البداية، ثم عادوا وتأخروا هم قليلاً، والأمر لم يصل الى مرحلة الخلافات
اكيد.
يعني قصة أن صور غلاف الألبوم لم تعجبهم غير صحيحة؟
لا بالتأكيد ليست صحيحة.
متى ستبدأ في تصوير الكليب؟
هناك بعض التأخير، لأننا لانزال ننسق بعض الأمور مع روتانا.
لازلت مصراً بأن لا مشاكل بينك وبين روتانا؟
لا أسميها مشاكل، ولكنهم لا يسيرون معي على ذات ....
أقاطعه: لنقل إذن بأنك لست راضياً عن أسلوب تعاملهم معك؟
نعم لست راض عن أسلوب تعاملهم معي.
ما الأسباب؟ هل هناك شخص معين أو نظام معين في العمل يعطل إنجاز الكليب؟
لا يوجد شيء معين، كل ما هنالك يفترض أن يتطور الفنان من عمل الى عمل، ولا
أقصد هنا أن يعتد بنفسه، فكل القصائد كان عملاً ناجحاً، ومن بعده قصر
الشوق لاقى النجاح كذلك، والآن بين إيدينا عمل جديد، المطلوب من الشركة أن
تواكب الفنان بطريقة تضمن مصلحتها ومصلحة الفنان في آن واحد، والأهم من
ذلك أن يبقى الإنسجام ، والإثنان يراعيان أن تكون مصلحتهما منسجمة، وبرأيي
المطلوب صار أكثر مما يقدمونه لي الآن.
ماهي حجتهم؟
ربما هي المرة الأولى التي أفصح فيها عن حقيقة موقفي مع روتانا لكنني لا
أرغب بالدخول كثيراً بالتفاصيل، سوى أن هذه هي إمكانياتهم في هذه المرحلة.
لا تتوفر الميزانية التي ترغب بها؟
يمكن...
هذا كان جوابهم؟
تقريباً .. "هيك شي".
رؤيتك للحملة الإعلانية التي تمت في بيروت؟ راض عنها أم لديك تحفظات؟
يجيب على مضض: منيحة... ماشي الحال.
ويضيف انا لا اتوقف عند كل شيء ... لست من الفنانين المهووسين برؤوية صورهم في كل مكان على الطرقات...
ولكننا نرى صورتك أينما ذهبنا على الطرقات...
يعني ربما لأنها محصورة في منطقة واحدة لذلك يراها الجميع... ليست أكبر من
حملات الفنانين الآخرين... عادية جداً، ومنيحة ... وأكرر القول متطلباتي
ليست كثيرة في هذا المجال، متطلباتي في أمور أخرى أهم بكثير. وتنحصر فيما
يتعلق بالعمل في حد ذاته في "الأوديو" و"الفيديو" الذي من المفترض أن
يتطور قليلاً.
(بعد هذا النقاش الطويل يتضح لنا بأن المسألة تتعلق بالميزانية المرصودة لتصوير الكليب والتي تبدو أقل من طموحات مروان).
على سيرة الصورة ... لاحظنا بأن صور غلاف الألبوم والإعلانات على الطرقات كانت قاتمة أكثر من اللازم مالسبب؟
نفهم بأن العنوان أنا والليل ...
صورة غلاف الألبوم
يقاطعني ضاحكاً ويجيب: هي لم تكن قاتمة الى هذه الدرجة... وينفجر مع
جميع من في الغرفة بالضحك (بوب مدير أعماله والزميلة غنوة دريان مستشارته
الإعلامية) ... ويكمل قائلاً: فيها ليل ولكنها ليست قاتمة ... ولكن على
الطبع أصبحت أكثر قتامة ...
لماذا لم تنتق بدلة بلون مختلف...
لا أنا أحببت الأسود...
ولكن الأسود على خلفية قاتمة من الصعب أن يظهر واضحاً على اللوحات الإعلانية في الطرقات ما لم تكن مضاءة جيداً...
الخلفية كانت زرقاء فعلاً ولكنها ظهرت على الطبع أكثر قتامة مما هي في الواقع، وسأعطيك الصورة الأصلية لتقارني بنفسك...
ويكمل بنبرة أرتفع فيها معدل الإنفعال: المكتب يلاحق الأمور معهم، ولكن في
النهاية لا يمكنك ملاحقة كل شيء، هناك مثلاً خطأ في إسم موزع أغنية "يا
رب" المشتركة مع الفنانة كارول سماحة... نسبوها لموزع آخر، وأنا مهتم
كثيراً بحقوق الناس الذين عملوا معي ...
هل تأثرت حالتك النفسية بكل هذا؟
تأثرت في السابق ... الآن "قطعت" أي مرت ...
كم تبقى لعقدك مع روتانا؟
يتحفظ عن الرد بداية ثم يقول: بالمبدأ لم يتبق هناك وقت طويل... العقد خمس سنوات تنتهي قريباً...
كم البوم من المفترض إنجازها خلال السنوات الخمس؟
خمسة...
وانتم انجزتم ثلاثة اعمال فقط حتى الآن؟ إذن يتبقى لك عملين معهم؟
نعم... (هيك شي).
أنت الآن تتصدر قائمة أفضل الألبومات مبيعاً في دبي، هل تنوي القيام بحفلات لتوقيع الألبوم والترويج له أسوة بغيرك من الفنانين؟
في لبنان لا اعتقد بأن الوضع يسمح بذلك، ولكن هناك إحتمالية للقيام بأكثر
من حفل في أكثر من دولة عربية، كمصر وتونس، وربما في سوريا أيضاً، والكويت
ودبي ولكنني لست أكيداً من هذه المواضيع.
حضورك التلفزيوني نادر نوعاً ما، هل تنوي كسر
القاعدة واللجوء لوسائل الإعلام للترويج للعمل كي يأخذ حقه من الإهتمام
ويصل الى الناس بالشكل الصحيح؟
لا شك في حالة كهذه يستحسن أن أكون متواجداً في وسائل الإعلام ولكنني
لا أعتبرها قاعدة، فأكثرية البرامج تعتمد على "التوك شو" وأنا أوقفت هذه
النوعية من الإطلالات الإعلامية... وأفضل عليها البرامج التي أظهر فيها
كمغني، وأخدم حالي كمغني، وهذه البرامج محصورة الى حد ما، لا يوجد منها
الكثير، والموجودين تقريباً شاركت بهم... ويستدرك: لا مانع لدي من
المشاركة بالبرامج الثقافية التي تعتمد على الحديث الثقافي يمكن ان نتكلم
بالثقافة، والفن، والسياسة ما عندي مشكلة، لكنني أرفض التوك شو الذي يجنح
الى الإثارة.